الجمعة، 6 سبتمبر 2019

مشاكل فترة المراهقة وتداعياتها النفسية



عادة ما يكون النقد الصريح للذات ، والكشف الدّقيق أمام محكمة العقل لجميع اختلالات النّفس وتصدّعاتها ، ووضعها بأكبر جرأة ٍممكنة ٍأمام منظار إعادة ترتيب منطقية أو إدخال النّيّء منها إلى فرن بدرجة حرارة متوسّطة ؛ من أهمّ العوامل الّتي تجعل الشّباب يقفون على حافة تغيير مهمّ وواقعي وملموس قد يطال في الغالب معظم أساسات مخزونه من التّصوّرات الثّابت منها و المتأرجح ثمّ يمكن أن نضيف قطعاً المتحوّل كذلك. 

والّذي دفعني إلى الإعتقاد بأنّ خطوة جريئة من قبيل الوقوف وجها لوجه أمام النّفس ومحاسبتها برفق زائد قد لا تكون له مضاعفات تذكر، خلافا لما هو معتقد بالجزم : أنّ التّرهيب والتّرغيب والتّأنيب وحمل النّفس على الإمتثال صاغرة لما هو مطلوب منها: هي أكثر الوسائل الناجعة و المؤكدة النّتائج .. أقول ما دفعني إلى اعتقاد كهذا : تجربتي الطّويلة واحتكاكي المباشر ببعض المشاكل وتداعياتها على النّفس البشريّة خاصّة وأنّني كنت ضحيّة بعضها في ظروف حرجة سبقت وعيي بها ، لولا أنّي استطعت ببعض الحيل الخبيثة والمكر الجميل- في اعتقاد بعض المتشدّدين المحسوبين على المتديّنين _ أن ألتفّ على حالة من الإنهيار الأقصى، والتذمّر السّلبي ، ووضعٍ نفسيّ معقّد عادة ما يُفضي ببعض شابّاتنا خصوصا وشبابنا عُموما إلى امتثالهم صاغرين لحالات من الإكتئاب والتّوحّد والعدميّة، ستتأثّر حتماً مراحلُ عمرهم اللاّحقة بأعراض هذه الهزّات المخرّبة في أحسن الأحوال .. 

وقد عاينت بعض الحالات المرضية الشّديدة الوقع على أصحابها جعلتني متأثّرا كثيراً لفشل- بعض أصدقاء مراحل شبابي- في عدم قدرتهم على تجاوز بعض الأزمات النّفسية والتّي هي في أشدّ تجلّياتها : لم تكن مبنية إلاّ على أوهام وتمثّلات قد يكون من السّهل تجاوزها لو وُجد في حينها من يهتمّ بفضح عورتها الّتي لم تكن مستورة أصلا ً.. والشّديد عليّ هي ظاهرة الإنتحار الّتي ذهب ضحيّتها ويذهب بشكل مطّرد أعداد من الشّباب ، وقد يكون من السّهولة بمكان جعل الّذي وضع حدّا لحياته قبل عشرين عاما أجدر الآن أن يعيش باعتزاز ،ولو اقتربنا من الضّحيّة القاتل قيد حياته وجعلناه يتراجع عمّا هو يتصوّر أنّه المخرج من أزمة هي وهم في الأساس، لكنّا كسبنا روحا عزيزة وحياة نحن نعتزّ أنّنا نعيشها فوق التّراب هي أغلى من أن نفقدها بمحض إرادتنا ... 

وقد قدّر لي أن أواجه بعض الحالات لبعض أصدقائي الّذين مرّت بهم في مراحل الشّباب عواصف مدمّرة ، فكان لي شرف علاجها بعد أن إستعصت بوسائل الشّعودة والتّفقيه و(التّسبيب) والدّجل النّفساني حتّى أنّ بعضهم عرض نفسه على اختصاصيين نفسانيين فرجعوا بخفّي حنين ... 

الظاهرة الأكثر شيوعا وأكثر حضورا، وأعمق تأثيرا، في المشهد الشّبابي في مرحلتي المراهقة والشّباب هي ظاهرتي الإكتئاب والتوحد واللتان هما نتائج أزمتان الأولى عاطفية والثانية وجودية فلسفية فكرية بالأساس ، وقد لا يستطيع شابّ أو فتاة أن يدّعي أنّه لم يعش في إحدى هاتين المرحلتين عاصفة أو بالأحرى عواصف عاطفيّة غيّرت من مجرى تصوّره أو تصوّراته- ككلّ- لمعنى الحياة... لكن الّذي يختلف بالكاد هو كيف يتصرف الشّاب أو كيف تتصرّف الفتاة للخروج من أزمته أو أزمتها إذا كان أصلا يتصوّر أو كانت تتصوّر أنّ هناك أزمة .. فالغالب أنّ أكثر الشّباب يستيقظون فجأة منهارين مصدومين، بعد تجربة لم يَسُقــْهُم إليها أحد كارهين ، وإنّما انساقوْا بفعل مؤثّرات خارجية ، عرضت سهواً أو عمدا في الواجهة الأمامية للموضوع المنجذب إليه دون معرفة مسبّقة بكيفية التّعامل مع الآخر سواء انطباعاته الخارجية أو الداخلية ، يستيقظ هؤلاء الشّباب بانطباع أنّهم مخدوعون من طرف الموضوع (صاحب التّأثير أو المنجذب إليه وقد يكون الموضوع فكرة أو إيديولوجيا أو بشرا أنثاه أو ذكره ) ولكنّهم في الحقيقة ، لا يملكون أيّ قوّة ذاتية لمقاومة سحر و جاذبية المندفع إليه بفعل هشاشة المناعة الذّاتية : الفكرية ،التربوية ،التّقديرية ( تقدير أبعاد المرحلة )؛وقد يكون ذلك ناتجا عن قلّة خبرة العقل الشّبابي في توظيف المفاهيم ومبادئ المنطق الضّروريان لإضاءة أبعد نقطة ممكنة والّتي تحدّد شكل ، مستوى وقياس الخطوة الّتي يجب أن يتقدّم بها واثقا من نفسه...وهذا كلّه راجع إلى عنف اللّحظة وقوّة المؤثّرات وضعف البنيات التّحتية لتكوين الشّاب وخاصة الشباب الذين يستقرّ مؤشّر عمرهم مابين سنّ 16 عاما و18 عاما بالنّسبة للشّابّات ومابين 16 عاما و 22 بالنّسبة للشّباب ... 

وقد يقول قائل إذا كان الكل معرّضا للتّجربة نفسها، في هذه المرحلة بالذّات، فلماذا نتحدّث عن ظاهرة أو مشكلة ، مادام أنّ الكل يدور في فلكها شاء أم أبى ( كالموت مثلا ُ) .؟ نعم هذا صحيح ، ولكن نتحدّث هنا عن الظّاهرة في شكلها الشّاذ أي عندما تكون التّجربة مدمّرة ، تمتدّ نتائجها إلى ما بعد مرحلة الشّباب وأكثر، ذلك أنّ بعض التجارب القاسية عادة ما تمّحي بمجرّد ما يصل المراهق مشارف مرحلة النّضوج والرّشد العقلي ، والخطيرة هي الّتي تمتدّ جذورها أبعد من المتوقّع وتداعياتها أبعد من مرحلة الشّباب وربما أكثر من ذلك مشارف الكهولة والشّيخوخة ، والحاسمة : هي حين يضطرّ بعض الشّباب - بفعل ضغوط تراكمت بالتّدريج - إلى تغيير مسار حياتهم جذريا ، أو: وهو أخطر: أن يرتدّ إلى اختيارات عادة ما ترتكز على أوهام التّخلّص من أعباء المسؤوليات والواجبات الضّرورية لسيرورة الحياة ، والهروب السّلبي منها ؛ مثلا : الانزواء والوحدانية والتّماهي مع لعبة النّسيان بوسائل أكثر فتكا ًبالجسم والعقل معا ، كالمخدّرات، وإدمان الهوايات المدمّرة الّتي لا طائل منها ، ولكنّ الأخطر والمفزع وهو الذّهاب إلى أبعد من ذلك : المرحلة النّهائية حين يكون الشّاب محاصرا من كلّ الجهات وبكلّ التّناقضات وبطوفان من الأسئلة الّتي لا يتمكّن من الإجابة عنها فلا يستطيع أن يفكّر في حلّ آخر ممكن أو متاح ( وهو في هذه الحالة مستحيل لانعدام بعد النّظر ) غير أن يجعل حدّاً لحياته بأشكال وطرق متنوّعة القديم منها والمستحدث كحلّ أخير لمعضلة لم يستطع الخروج منها .. 

نعم للأسف ما تزال ماكينة الانتحار تحصد الآلاف بل الملايين من الشّباب الفتيان منهم والفتيات .. والأرقام الّتي ترد من لدن جهات مختصّة مهولة جدّاً والأسباب معظمها أو كلّها ترتبط أصلا ًبانهيارات جزئية أو كلّية تطال الصّرح الدّاخلي وتخرّب إمكانات المقاومة ضدّ اليأس وانهيار صروح الثّقة بالنّفس والاعتزاز بالقدرات الذّاتية ، أياًّ كانت هذه القدرات الّتي لا تخلو منها أيّ نفس حتّى في أظلم وأحلك اللّحظات الّتي يتّفق أن تكون هذه النّفس تعيش فيها أضعف من أن تقاوم مشكلة صغيرة أو أن تواجه تحدّيا صغيرا كأن تتعرّض هذه النّفس للسّبّ في الشّارع أمام الملأ في سبيل المثال لا الحصر أو أن تتعرّض لاستفزاز مقصود من طرف شبّان متهوّرين نيّتهم أن يقيسوا درجة ردّ فعل شخص مارّ أمامهم.. 

وفي نظري يصعب الإحاطة بكلّ الأسباب الّتي تنتهي بالشّباب إلى تغيير نظرتهم للحياة سلباً سواء بشكل أكثر دراماتيكي كالانتحار أو الانعزال والذّوبان الكلّي في نظرة سوداويّة تنتج أحيانا شخصيّة عدمية ،انتقامية ، ضدّ الكل ، وهؤلاء هم الأخطر على السّلم الشّخصي والسّلم المجتمعي الّذي يعيشون تحت ظلاله وقد يشكّلون خطرا على سلامة الإنسان ككائن بشري وحتّى على ما يسمّى بالسّلم العالمي ..وهذا واضح وجليّ في ما نراه من عنف سواء بدافع إيديولوجي ، أو دافع إقتصادي نفعي في مستوى العالم أجمع ، وهذا العنف أبطاله الشّباب على العموم هم المنهزمون كرها في حياتهم بجملة من الأسباب سنورد بعضا منها ما أمكننا ذلك. فالموضوع شائك ومتشعّبة مداخله ومربكة تساؤلاته ومظلمة أزقّته لكن سأحاول قدر المستطاع الذّهاب بعيدا متسلّحا بتجربة حيّة شخصيّة وأخرى لآخرين قريبين ومتسلّحا كذلك بالرّغبة المتّقدة في دواخلي لعقدين مضوا في وضع النّقاط على الحروف لإشكالية وإشكاليات يعيشها الشّباب النّامي .. تفاديا لإعادة استنساخ تجارب فاشلة لأجيال سابقة ؛ أو إضاءة بعض المواضع والتّساؤلات الجديدة التي تطرح كتحدٍّ يواجه الأجيال الآنية والآتية وكلّ هذا بأسلوب تحاوري سهل ومباشر وصريح مستندا إلى دعامة دينية معروفة : لا حياء في الدّين .. 

لا حياء في أشياء لا يمكن أن نجد حلاّ لها إلاّ إذا كنّا حريصين على التّحدّث فيها علنا بهدف إيجاد مخرج لها أو منها وسنتناول كل شيء يمسّ شخصيتنا 




كيف تواجه الأسئلة الوجودية حين تشغل ذهن تلميذك ؟



علينا أن نعترف أننا أمام ظاهرة جديدة وهي ظاهرة أكثر إيلاما وأكثر تحدّي للكبار والمربين وهي ظاهرة جيل جديد من الأطفال والشباب مهووسون بأسئلة كبيرة ومنشغلون بالبحث عن حقيقة وجودهم .. أسئلة فلسفية لا نقول أنها أكبر من سنّهم ولكن يصعب على المربي أن يكون موفّقا في إيصالها إلى من يطرحها ... فالكذب والمراوغة ليست من شيم المربّي ولكنّ الصراحة في حدّ ذاتها مشكلة كبيرة وتتطلّب إمعانا كبيرا وتأمّلا قبل الإجابة حتى نكون مسؤولين وجدّيين على ما نقول وفي ما نقول .. البارحة فقط كنت في حصّة ليلية مخصّصة لأحد التلاميذ الذي انتدبني وليّ أمره بتخصيص 5 حصص في الأسبوع مقابل أجر محترم وفي بيته كنت أوّل الأمر اتفقت معه على مادّة واحدة وهي الرياضيات لكن سرعان ما رضخت لطلب التّلميذ بتوسيع مواد الحصص لتشمل الفيزياء والفرنسية .. كان الأمر هينا أوّل الأمر وبعد ذلك صرت أجد صعوبة في إكمال الموادّ كما اتفقنا عليها لأنّ التلميذ كان نجيبا وحريصا على معرفة كلّ شيء واكتشفت أنّه رغم حبّه للتّحصيل لم تكن سنواته الثمانية الّتي قد قضاها في الدّراسة قد أمدّته بمعارف تناسب المستوى الثامن الإعدادي الذي يواصل فيه الآن دراسته .. بالرغم من كلّ هذا تجشّمت الكثير من المتاعب التلقينية وأوصلته بقدرة قادر إلى حدود ما يمكنني به أن أواصل تلقينه للموادّ المقبلة في المقرّر الدراسي لجميع الموادّ التي اتفقنا عليها .. البارحة كنّا في حصّة للمادّة الفرنسية تتعلّق نصوصها المختارة وأسئلتها المدرجة بالتلوث والنفايات ومسؤولية المواطنين قبل الدّولة في نظافة البيئة والحوار الطبيعي ... لكن التلميذ قبل نهاية الحصّة خرج عن موضوع الحصّة وسألني وأنا أدرك أنه يسأل بجدّية واضحة .. أين يوجد اللّه ؟ وهو السِؤال نفسه الّذي ووجهت به لمرّات عديدة ، وكنت في معظم الحالات سطحيا في الإجابة عنه .. لكنّ هذا التلميذ ألّذي أعرف حالته العائلية ، فهو من عائلة ملتزمة دينيا ومتشدّدة وجميع أفرادها من نساء ورجال تحت رحمة ربّ البيت الّذي هو شيخ فقيه .. لكن ليس من الطراز الصّافي بل مرن إلى حدّ ما .. ألتلميذ أضاف في تعقيب على سؤاله الله يوجد في السماء السابعة وينزل في الشطر الأخير من اللّيل إلى السّماء الدّنيا كي يستجيب للنّاس ثمّ يعود إلى سدرة المنتهى .. قلت له : أين لك هذا ..... ؟ قال : هناك أحاديث صحيحة أقرأها في كتب أبي تقول هذا .. كعادتي لم أحر جوابا : قلت له صحيح 

هذا ولكنّ القرآن صحيح كذلك حين تحدّث عن اللّه : اللّه نور السّماوات والأرض .. هو نور والنور ليس جسما يحتوى .. هو في كلّ مكان وهو كلّ مكان .. ونزوله وصعوده ليس حقيقة بل هو مجاز وهذا ستعرفه فيما بعد في السنوات القادمة .. الآن عليك أن تهتمّ بدروسك لتحصل على علامات جيّدة تنفعك في مستقبلك الدراسي والمهني

الإكتئاب وطرق التعامل معه

الاكتئاب 
يعاني العديد من الأشخاص من الاكتئاب، بحيث يدخل الفرد بحالة من العزلة، والاضطرابات العصبيّة التي تفقده السيطرة على أعصابه، وبالتالي تكون له ردود أفعال غير مدروسة، وتؤثر بشكل كبير في علاقاته مع الأشخاص المحيطين به، ولكن على الأشخاص المقربين منه اتخاذ استراتيجيات وتدابير محدّدة لمساعدته على التخلص من هذه الحالة العارضة، ويجب الانتباه إلى طريقة التعامل معهم، فمن الممكن أن يزيد سوء التعامل من سوء حالتهم النفسية.

علاج الاكتئاب 
يتم معالجة الإكتئاب من خلال مجموعة من المراحل، هي: علاج الاكتئاب باستخدام العقاقير الطبية، وهذه العقاقير تعمل على تحسين أداء العمليات البروكيميائية داخل الجسم، ومن هذه الأدوية Tricyclics، ومثبط الأنزيم المؤكسد الأحادى الأمين MAOI. علاج الاكتئاب باستخدام الطرق النفسية، سواء كان بالتغيير الفكري والذهني، أو من خلال استغلال العلاقات الاجتماعية للفرد. هناك العديد من الأطعمة المفيدة بشكل كبير في علاج الاكتئاب، وخاصة الأطعمة الغنية بفيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12، وكذلك الزنك وأيضاً أوميغا3.

 طرق التعامل مع المكتئب 
توجد العديد من الطرق التي يمكن اتباعها للتعامل مع المريض المصاب الاكتئاب، منها: يجب التواجد بجانب الشخص الذي يعاني من الاكتئاب، والاستماع له بشكل كامل، وعدم مقاطعته، والتحدث إليه بأمور تثير الفرح والسرور في نفسه، وتشعل الأمل والتفاؤل أمام عينيه. اتخاذ خطوات فعليه داعمة لنفس المكتئب، مثل دعوته للعشاء، أو إرسال هدية له، فهذه الأمور تقوّي من الترابط النفسي بين الشخصين. يفضّل الابتعاد عن التحدث بأسلوب النصائح للمكتئب، فهذه الحالة التي يعاني منها، هي فوق إرادته وليست من اخيتاره، فأسلوب النصائح يزيد من الأمر سوءاً وتعقيداً، ومن العبارات التي تتضمن أسلوب النصائح، مثل شاهد الجزء الممتلئ من الكأس، واترك الجزء الفارغ. الابتعاد عن استخدام الأسلوب القاسي في التعامل مع المصابين بالاكتئاب، فالقسوة لن ينتج عنها تحسن أو أي نتائج إيجابية، ويجب الابتعاد عن استخدام أسلوب التهديد والضعط على المكتئب. تجنب إهانة المكتئب وإطلاق صفات الضعف عليه كالتي تقلل من شأنه وقدراته مثل أنت ضعيف في مواجهة الحياة، ويجب الادراك بشكل جيد أنّ ما يعانيه هذا الشخص ناتج عن ظروف سيئة، وأن نفسيته ستتحسن مع الوقت، ويجب الحذر من إطلاق لقب الجنون عليه. من الأفضل استخدام أسلوب التوجيه بدلاً من استخدام أسلوب النصيحة، لأنّ أسلوب النصيحة قد يؤذي نفسية المكتئب بشكل أكبر، ومن أفضل الأساليب أيضاً سؤال الشخص المكتئب عما يجول بنفسه، وما يودّ أن يفعله، أو ما يتمنّى أن يقوم به، وإذا الشخص المكتئب قد عبر عما يجول بباله وطلب المساعدة فهذا دليل على أنّ الشخص متعاون. من الخطأ مقارنة الشخص المكتئب مع شخص آخر مرّ بمثل هذه الظروف، فالمقارنة تسدّ الطريق أمام المكتئب في التعبير عن نفسه. جمع المعلومات عن هذه الحالة وأنواعها، تحمي من الوقوع في الخطأ أثناء التعامل مع الشخص المكتئب، وتساعدك على النجاح في تخليصهم من هذه الحالة المزعجة، ومن المهمّ أيضاً التأكّد من أنّ الشخص قد تخلّص بصورة نهائية من الاكتئاب، فيوم مرح يقضيه المكتئب لا يعني أنّه تخطّى هذه المرحلة. يجب التعامل مع المكتئب بحذر شديد، و بصبر كبير حتى يتخلّص من هذه الحالة المزعجة.
( منقول )

الخميس، 5 يناير 2012

مشاكل الشّباب العاطفيّة





الحب الزائد.. الكره.. الغضب.. الاكتئاب.. رابطها واحدٌ هو الفراغ العاطفي الذي يعاني منها الشباب أيام المراهقة.. فما الأسباب وراءه.. وما حلولها.
يقول محمود العلي (رب أسرة) إن الابن يعتبر نفسه كبر ولا يتقبل اية أوامر، ولا يتقبل الأب أو الأم فكرة أن ابنهما أصبح له رأيه الخاص وانه يمكن أن يتخذ بعض القرارات دون الرجوع لهما وبالتالي ينشأ النزاع الذي يبدأ بين الأهل وابنهم ثم تنتقل آثاره إلى المجتمع؛ فالابن يتصرف بعدوانية شديدة مع الكل وهذا يؤدي به إلى الوقوع في العديد من مشاكل الشباب التي نشهدها في يومنا الحاضر.

ويشير عبدالله الأحمد (رب أسرة) أول خطوة لتفادي مشاكل الشباب التي يتهم المجتمع الشباب بها هي إعادة النظر في التعامل مع الأبناء..
ويؤكد: التربية ليست أوامر ونواهي فقط إن قام الأبناء بالأوامر كانوا مطيعين وإن قالوا لا كانوا عاقين، الحياة تفاهم ونقاش خصوصاً بين الوالدين وأبنائهما.
وأشارت مها سالم (ربة منزل): على الشاب أن يسعى جاهداً في إصلاح نفسه وحل مشكلته والخروج مما يعانيه من وحدة وفراغ وألا يستسلم لأوهامه وخيالاته فهو يتمتع بقدرة ونوع حرية واختيار وقرار أكثر مما تتمتع به الفتاة مما يجعل المسؤولية عليه أكبر.
وترى أم حمزة (ربة منزل) أن وقوع الشاب في حالة الفراغ واستسلامه لها يدفعه إلى الهروب من واقعه الذي يعيشه إلى عالم الأوهام والضياع ظناً منه أن هذه الوسائل تحل مشكلته وتشبع رغباتهوتلبي طموحه.
وتروي تالا يوسف (طالبة في الجامعة) رغم حب عملي وإتقانه إلا أنني أعاني من الوحدة، وبخاصة الوحدة العاطفية، وأشعر بأني تعيسة وحزينة، وفي وسط ذلك يظهر الإنترنت بكل مغرياته ومعلوماته، وأيضاً التحدث أو الفضفضة، وكأني عند طبيب نفسي، أتحدث مع أشخاص لا يعرفونني، قد أختار أشخاصاً على قدر من الخلق والأدب وأشعر بأني شخصية أخرى مرحة ومتفائلة كأن ظلامي يتحول إلى نور.
ويقول حامد أحمد (رب أسرة): كثرة النزاع والشقاق والطلاق بين الوالدين وسوء المعاملة يجعل البيت قاتماً مملاً يسوده عدم الاستقرار وقد يؤدي إلى دفع أحد الأبناء خاصة الشباب للبحث عن شخص يغمره بالأمان والحنان والحب.
ويوضح أخصائي علم النفس الدكتور ماهر العربي أن الفراغ العاطفي حالة من عدم السيطرة على المشاعر وتظهر على أشكال متعددة مثل الحب الزائد، الكره الزائد، الغضب، الفرح، الاكتئاب، القلق ..
ويؤكد: لا نستطيع أن نحدد الوقت الذي تنفجر فيه عواطفنا، ولكن لدينا القدرة على تحديد الزمن الذي تستغرقه العاطفة، وهذا من النضج العاطفي لدى الفرد وان العواطف تنظيم مركب من عدة انفعالات ركزت على موضوع معين، وصوحبت بنوع من الخبرات السارة أو المؤلمة.
ويشير إلى أن الفراغ العاطفي من أكبر أسباب الاكتئاب عند فئة عريضة من البشر وخاصة فئة الشباب والسبب راجع في أغلب الأحيان إما إلى الفشل المسبق في تجارب الحب، أو إلى النجاح في اتخاذ الاحتياطات اللازمة والناجعة التي تقي الفرد من الوقوع في شباك الحب سواء عند الشباب او الأزواج.
وأضاف: الفراغ العاطفي من أهم الأسباب التي تؤثر على الشباب العربي في أيام المراهقة لأنه في مجتمعاتنا عندما يصل الابن إلى مرحلة المراهقة تجد أن الوالدين يتعاملان معه بجفاء وقسوة ظناً منهما أن ذلك يعلمه ويحميه من الوقوع في الخطأ لكن الحقيقة أن هذا يؤثر عليه سلباً لان الابن إن لم يجد الحب والحنان من والديه حاول أن يجدها خارج المنزل وبذلك تتاح له الفرصة لكي يلتقي بأصدقاء السوء، كذلك حرمان الأبناء من الحب والحنان يجعلهم يتصرفون بشكل عدواني مع الكل خصوصاً الوالدين (وبهذا ندفع الابن إلى العقوق) والآباء هم المسؤولون عن عقوق الابناء لهم (وان كان ذلك ليس بصورة عامة).
ويؤكد: السبب الذي يرجع لوجود حالة الفراغ العاطفي هو غياب حضن أسري دافئ يسع الشاب أو الشابة منذ الطفولة للإشباع العاطفي وللتعبير بكل حرية عما يبتغيه من أسرته لسد حاجاته وللاكتفاء حتى لا يبحث عنه خارجاً.